المتابع بدقة لما يحدث من إهمال وعدم اكتراث من قبل العديد من الجهات المعنية بالبنية التحتية في المناطق السياحية، خصوصًا في نابل والحمامات، يلاحظ الوضع المتدهور.
هذه المناطق التي تضم أكثر من 180 نزلًا سياحيًا مصنفًا، تعاني من نقص كبير في الصيانة وعدم متابعة عمليات تطهير البالوعات. كما تُلقى المياه المستعملة في غير مسارها الصحيح، حيث يفترض أن تُوجه إلى محطات التطهير، التي تعاني بدورها من أعطال وتوقف في محركاتها، مما يؤدي إلى تسرب المياه إلى البحر.
الطرقات والشواطئ في هذه المناطق غالبًا ما تفتقر إلى التنظيف الدوري ورفع الفضلات وبقايا الأعشاب البحرية، وهي مشكلة قد أشرنا إليها من قبل.
ومع ذلك، تقتصر الحملات على أسبوع أو أسبوعين في السنة فقط، دون وجود استراتيجية عمل واضحة أو اتفاقيات بين وزارة البيئة ومالكي النزل السياحية والبلديات.
هذا الوضع أدى إلى تسيب وفوضى في ملف العناية بالبيئة، حتى في المناطق السياحية الراقية والمنتجعات الفخمة والموانئ الترفيهية، التي لم تعد تتمتع بنفس مستوى الرفاهية السابق، حيث تحدث فيها تجاوزات خطيرة وتدمير ممنهج أحيانًا.
مارينا ياسمين الحمامات، وسوسة، والمنستير، تعد أمثلة واضحة على هذا التدهور. فلا يوجد رقيب أو حسيب، إذ تتحول “البراكات” إلى قاعات شاي ومطاعم غير مصنفة بأسعار مرتفعة جدًا، ويباع فيها الماء والكهرباء بأسعار مضاعفة كما لو كانت يخوت فاخرة. هذا الوضع في مارينا ياسمين الحمامات أدى إلى إغلاق وإفلاس المطاعم والمقاهي السياحية المصنفة هناك.
هذا هو حال بعض المناطق السياحية، والقائمة قد تطول. والله أعلم، وللحديث بقية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات