تونس – أخبار تونس

يواصل سوق الاتصالات في تونس تطوره بديناميكيات تمنح الأفضلية لبعض المشغلين على حساب الآخرين.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الهيئة الوطنية للاتصالات (INT)، فإن حصص السوق الخاصة بالاشتراكات في الهاتف الجوال (RGS-90) تكشف عن اتجاه مقلق بالنسبة إلى “اتصالات تونس”، التي تشهد تراجعًا في موقعها وسط منافسة متزايدة الشراسة.  

في ديسمبر 2022، كانت “اتصالات تونس” تمتلك حصة سوقية قدرها 31.6%، مما جعلها ثاني أكبر مشغل في البلاد. وبعد عام، في ديسمبر 2023، تراجعت هذه الحصة إلى 30.9%، قبل أن تصل إلى 30.4% في ديسمبر 2024، وهو ما يعكس انخفاضًا سنويًا متواصلاً في قطاع يُعتبر الاستقرار فيه عاملًا أساسيًا.  

في المقابل، عزز منافسها الرئيسي “أوريدو تونس” ريادته، إذ ارتفعت حصته من 41.5% في 2022 إلى 41.6% في 2023، ثم إلى 42.8% في 2024، ما يؤكد هيمنته على السوق. أما “أورنج تونس”، فقد واصلت تحقيق تقدم مستمر، حيث ارتفعت حصتها من 25.7% في 2022 إلى 26.3% في 2023، ثم إلى 26.6% في 2024.

أوريدو تواصل تعزيز ريادتها  

بفضل نموها المستمر، تكرّس “أوريدو تونس” نفسها كالمشغل الأول بلا منازع في سوق الهاتف المحمول التونسي. ومن خلال تعزيز جودة شبكتها وتقديم عروض تتماشى مع احتياجات المشتركين، نجحت الشركة في الاحتفاظ بحرفائها وجذب مشتركين جدد.  

ويتيح تركيزها على الابتكار وتطوير خدمات رقمية فعالة الحفاظ على تقدمها في مواجهة المنافسة.  

 أورنج تونس في صعود مستمر  

تواصل “أورنج تونس” تقدمها بثبات، مع نمو مستدام في حصتها السوقية. وبفضل عروض جذابة وتحسين متواصل لتغطية الشبكة، تتمكن الشركة من استقطاب عدد متزايد من المشتركين.  

كما أن التزامها بتطوير الحلول الرقمية ونهجها الذي يركز على تجربة الحرفاء يسهمان في تعزيز مكانتها في السوق التونسية.  

 سوق يشهد تحولات كبيرة  

تؤكد الأرقام أن مشهد الاتصالات في تونس يشهد إعادة تشكيل تدريجية، حيث أصبح المستهلكون يفضلون بشكل متزايد الخدمات ذات الأداء العالي والتي تلبي احتياجاتهم.  

ويبرز هذا الاتجاه أهمية تعزيز العروض وتحسين جودة الشبكة والابتكار المستمر لمواكبة تطورات السوق الديناميكية.  

يبقى السؤال المطروح: كيف ستتمكن “اتصالات تونس”، التي تحتل المركز الثاني من حيث حصص اشتراكات الهاتف المحمول، من تصحيح مسارها لتجنب فقدان المزيد من حصتها أمام منافسيها؟