تونس – أخبار تونس

أثار عدد من الشّعارات المرفوعة خلال الحملات الانتخابيّة لعدد من المترشّحين للانتخابات التشّريعية التي ستكون يوم 17 ديسمبر الحالي ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة و أنّ البعض منها فيه نوع من “الشّعبوية المستفزّة” لما يحمله من ترذيل للمشهد السّياسي و العملية الانتخابيّة ككل. 

حول هذا الموضوع أفاد المحلّل السّياسي صلاح الدّين الجورشي في تصريح لتونس الرّقميّة أنّ ما يجري حاليا هو نتيجة التّوجه الذّي اختاره رئيس الدّولة في كيفيّة الترشّح للبرلمان القادم و في الهدف الكبير من وراء ذلك و المتمثّل اساسا في تهميش الطّبقة السّياسية و ضرب الفعاليات و التنظيمات الموجودة و بالتالي إحداث فراغ سياسي.

وأوضح الجورشي أن رئيس الجمهورية من خلال هذا الفراغ سييحقّق هدفان أولهما أن يكون البرلمان ضعيفا و غير قادر على مواجهته و لا مواجهة الحكومة في الاختيارات القادمة. أما الهدف الثّاني هو إعطاء فرصة لتجديد النّخبة، اذ يعتقد رئيس الجمهوريّة أنّ النخبة السياسية الموجودة حاليا في تونس لم تعد تصلح و تجاوزها التاريخ و بالتالي إنشاء نخبة جديدة، و لكن الوضع لم يكن كما خطّط إليه إذ يمكن من بعض الترشّحات استخلاص كيف سيكون المشهد في المرحلة القادمة، وفق قوله. 

و تابع الجورشي أنّ ما يجب التركيز عليه في هذه المسألة هو أساسا البحث عن نقاط قوّة موجودة داخل البرلمان القادم و المتمثّلة خاصة في بعض الأحزاب التي رغبت في الترشّح حتى تستثمر هذه الفرصة، و أيضا بعض المجموعات القريبة من رئيس الجمهورية و التي تدافع عن خيارات 25 جويلية، خاصة أنّ هذه الأطراف من الممكن أن تكون العمود الفقري في البرلمان القادم و تكون هي الطّرف المساعد لرئيس الجمهورية، وفق تعبيره. 

و عن إمكانية أن تكون للمعارضة دور في ترذيل هذا المشهد أو ان تكون بعض من هذه التّرشحات لها علاقة بأطراف في المعارضة، استبعد الجورشي الفرضيّة، قائلا إنّ المعارضة تستنكر هذا المشهد و هذه الأوضاع و من غير الممكن أن تساند هذه التّرشحات أو أن تكون لها دور في دعم البعض للقيام بهذه الأدوار السّخيفة، على حد قوله. 

محدثنا أشار كذلك إلى أنّ الأمر الواضح هو وجود رغبة عامة في ترذيل المشهد السّياسي من خلال سحب البساط من تحت أقدام الفاعلين السّياسيين، و ما يحدث حاليا هو حالة من الشّعبويّة الفلكلوريّة التي طغت على جوانب الحملة.