يؤدّي اليوم رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد زيارة إلى بروكسل للمشاركة في قمة الإتحاد الأوروبي – الاتحاد الإفريقي و يعدّ توجّه رئيس الجمهوريّة لدولة أوروبيّة الأوّل من نوعه بعد إعلانه إجراءات 25 جويلية.
حول هذه الزّيارة أفاد النّاشط السّياسي عبد العزيز القاطري في تصريح لتونس الرّقمية بانّ سفرة رئيس الجمهورية تأتي في وضعيّة غير مريحة بالنّسبة له و ذلك على خلفيّة تعدد الاصوات المعارضة له داخليا أوّلهم مواطنون ضدّ الانقلاب و من لفّ لفهم من حركة النّهضة و أتباعها، و ثانيهم الأصوات و الأحزاب التي كانت تساند إجراءات 25 جويلية و تحوّلت اليوم لأصوات معارضة بعد ان أصبح الوضع و التدابير المتخذة تنذر بوضع رئيس الجمهورية ليده على جميع السّلط في البلاد…
بالإضافة لكون معارضي رئيس الجمهوريّة ليسوا في الدّاخل فقط بل و أيضا في الخارج و التّي تتكون من أطراف لهم وزنهم دوليا كمجموعة السّبع التي أصدرت بلاغا شديد اللّهجة في علاقة بحلّ المجلس الأعلى للقضاء، بالإضافة لموقف الاتحاد الأوروبي و الذّي يعتبر موقفا مبدئيا بخصوص القضاء في الدّول الإفريقيّة و حتّى الدّول الأوروبيّة كبولونيا.
هذا و أكّد القاطري في ذات السّياق أنّ هذه ليست قمّة تونسيّة أوروبيّة بل هي قمّة أوروبيّة إفريقيّة سيتمّ فيها تناول المسائل الاقتصاديّة و الاستراتيجيّة و الامنيّة بين القارتين من جهة و بين مؤسّسة الاتحاد الاوروبي و مؤسّسة الاتحاد الافريقي من جهة أخرى بالإضافة إلى أنّه من المتوقّع أن يتمّ تناول موضوع الهجرة الغير منظّمة و ترحيل المهاجرين غير الشرعيّين.
ومن المتوقّع أيضا وفق محدثنا، أن يتمّ التركيز على الجانب الاقتصادي بين القارتين في وضع يتميّز أساسا بالتنافس الفرنسي، الصّيني و سعي كلّ طرف للسيطرة على الموارد الطّبيعيّة للدّول الإفريقيّة و على الصفقات الضّخمة لتنمية البنية الأساسيّة و على مفاصل الاقتصاد لهذه الدّول مما يجعل هواجس الاتحاد الاوروبي بعيدة كلّ البعد عن مساعدة تونس، وفق تعبيره.
القاطري شدد كذلك على أنّ قيس سعيد ومع مختلف هذه المعطيات الموجودة يسافر إلى بروكسل و هو أكثر عزلة ديبلوماسيّة و سياسية، و لذا لا يجب تعليق أي أمل على مشاركته في القمة الاوروبية الإفريقية وفق تقديره.
و دعا محدّثنا رئيس الجمهورية إلى مزيد التّبصر و الانفتاح على المواقف المعارضة في علاقة بالمسائل الاقتصاديّة و السّياسية و الاجتماعيّة التي قد تعصف به و بحكومته خاصة مع فقدان عدد من المواد الاساسيّة و تنامي الفقر و البطالة، وهو ما سيمكّنه -إذا تم ذلك- من تكوين جبهة داخليّة ستسنده داخليا و خارجيا.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات