تونس – أخبار تونس

علّق اليوم في تصريح لتونس الرّقمية النّاشط السّياسي حاتم المليكي على ما جاء في كلمة رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد مساء أمس إثر زيارته لمقرّ وزارة الدّاخلية بعد حملة الاعتقالات التي طالت عددا من السّياسيين و رجال الأعمال و القضاة.

و قال المليكي أنّ الجانب القضائي في هذا الموضوع هو من اختصاص المحامين و أيضا القضاء…و لكن سياسيا فإنّ حديث رئيس الجمهورية في كلّ مرة عن محاولة اغتياله يحوم حولها الكثير من الغموض، إذ أنّ هذه المسألة تمّ تداولها منذ مدّة و لم يتمّ التطرق فيما بعد لتبعاتها أو ما تمّ التّوصل له بالرّغم من خطورتها. 

و تابع محدّثنا القول بأنّ تصريحات رئيس الجمهوريّة يوم أمس في علاقة بالايقافات تعطي إنطباعا على أنّ المسألة محسومة حتّى قبل أن ينظر القضاء فيها، إذ أنّ التـأكيد على مستوى رئاسة الجمهورية بأنّ هؤلاء الأشخاص الموقوفين مجرمين و إرهابيين و مدانين، و القضاء لم يصدر بعد حكمه في شأنهم، فإنّ المسألة تصبح توجيها للقضاء. 

و اعتبر المليكي أنّ ما يجري حاليا مضرّ بصورة تونس في الخارج إذ يشير إلى أنّ الوضع غير مستقرّ، و هناك محاولات للتآمر على أمن الدّولة و عمليات إرهابيّة و محاولات لاغتيال رئيس الجمهوريّة، و هو ما يعطي صورة سلبية على تونس خاصة و أنّها في المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع صندوق النّقد الدّولي. 

و تحدّث النّاشط السّياسي أيضا على ردّ الفعل الدّاخلي و الخارجي و الذّي فيه العديد من التخوفات و الانشغالات على مسألة الحقوق و الحرّيات و المسّ من النّشاط النّقابي و المسّ من حرّية التعبير بعد المرسوم 54 و الذّي تم باستعماله إيقاف صحفيين و مديري مؤسّسات إعلامية ما يثير العديد من الانشغالات حول حقيقة الوضع في تونس و حول ما يجري في تونس في غياب تام لتصريحات من ممثلي الدّولة و النّيابة العمومية و النّاطقين الرّسميين باسم المحاكم ما يعطي صورة عن وجود صراع بين رئيس الجمهورية مباشرة و شخصيات أخرى في تونس.

محدثنا أكد في ذات السّياق على أنّ هذا الأمر يثير قلقا كبيرا إذ لا تعتبر الطّريقة الأنسب التي يجب أن تتعامل بها الدّولة في علاج المشاكل المتعلّقة أساسا بالصّراع على السّلطة أو بحرّية العمل النّقابي و السياسي و الإعلامي، ما يحيل بالضّرورة على أنّ تونس تعيش أزمة كبيرة وفق تعبيره.