لا يخفى على أحد أن الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة شريفة ورائدة وطنية خالصة عندما خلقت من رحم النضال ضد المستعمر الفرنسي بكفاح مرير ووحدة وطنية من طرف رجال بررة خلدهم التاريخ في مقدمتهم الشيخ محمد الطاهر
بن عاشور والمناضل النقابي الاممي شهيد الوطن الزعيم فرحات حشاد وبقيت المنظمة الشغيلة قلعة نضال نقابي ولم تنقطع عن احتضان العمال والموظفين لفترة فاقت السبعة عقود من الزمن لتحمي حقوقهم وترفع من قيمتهم كقوة فاعلة ومؤثرة في البلاد ولم تفلح كل الانظمة التي حكمت البلاد والحكومات المتعاقبة في لعبة لي الاذرع وتكسير العظام اذا ما تعلق الامر بحقوقهم وضمان كرامتهم .
ولكن ما لم نتعوده ونعيشه منذ عدة سنوات مضت هو انحراف المنظمة الشغيلة عن دورها النقابي نحو التجاذبات السياسية والمناكفات والمساومات وكثرة المواقف السياسية التي لا طائل من وراءها مما احدث توترات وانشقاقات داخل الهياكل النقابية وبقيت المنظمة الشغيلة تحت ضمان بعض قيادييها المسلحين بالرصانة والحكمة والشعور الوطني ورفض التصادم مع النظام الحاكم وهذا امر نعيشه اليوم ونطالب بالتهدئة الاجتماعية والتحاور في اطار احترام قواعد اللعبة السياسية التي ليست من اولويات المنظمة الشغيلة التي مطلوب منها فتح ابواب الحوار الرصين والمسؤول بكل روح التسامح والتآخي والمشاركة في مسيرة البناء والتشييد لضمان الاستقرار الاجتماعي المنشود وهذا ليس بالأمر الصعب على قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لابد ان يعي بعض مناضليه الذين يريدون الدخول في مهاترات ومساومات البلاد في غنى عنها ويبقى القانون هو الفيصل بين الجميع والرادع لمن لم يستوعب الدروس والله ولي التوفيق وللحديث بقية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات