تونس – أخبار تونس

أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس 3 أفريل 2025، الجنرال تيموثي هو (Timothy Haugh)، مدير وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) ذات النفوذ الواسع. وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الخبر، وأكدته عدة وسائل إعلام أميركية أخرى، من بينها نيويورك تايمز وإن بي سي نيوز. وتمثل هذه الخطوة منعطفًا جديدًا في النهج المثير للجدل الذي تتبناه إدارة ترامب في تعاملها مع وكالات الاستخبارات.

كان تيموثي هو قد عُيّن في فيفري 2024، ولم يمضِ على توليه قيادة الوكالة سوى ما يزيد قليلاً عن عام. كما تمت إقالة نائبته ويندي نوبل (Wendy Noble) من منصبها، وأُعيد تعيينها في وظيفة ضمن مكتب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات والأمن في البنتاغون. ولم تُقدّم السلطات الأميركية أي تفسير رسمي لهذه الإقالات.

منذ بداية ولايته، أطلق دونالد ترامب سلسلة من التغييرات في قيادات المؤسسات الفيدرالية، غالبًا بدعم صريح من الملياردير إيلون ماسك (Elon Musk). وكان ماسك، مالك منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، قد دعا مؤخرًا إلى “إعادة هيكلة” وكالة الأمن القومي، بل والتقى بتيموثي هو قبل أيام فقط من إقالته.

وسرعان ما تصاعدت الانتقادات من المعسكر الديمقراطي. فقد علّق جيم هايمز (Jim Himes)، عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة الدائمة للاستخبارات، بقوله: “الجنرال هو قائد نزيه يحترم القانون ويضع الأمن القومي في صدارة أولوياته”. وأعرب عن قلقه من أن تكون هذه الصفات نفسها سبب إقالته.

تأتي إقالة هو ونوبل وسط مناخ سياسي مشحون، تغذيه شخصيات مثيرة للجدل من الدائرة المقربة لترامب. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد كانت لورا لومر (Laura Loomer)، المعروفة بتبنيها لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة وبمواقفها العنصرية وفشلها في الترشح مرتين للكونغرس عن ولاية فلوريدا، من بين الذين ضغطوا مباشرة لإقالة هو. وقد التقت بدونالد ترامب عشية الإعلان الرسمي.

وفي منشور على منصة “إكس”، أعربت لومر عن ارتياحها لهذه الإقالة، قائلة: “لم يكن وفيًا لدونالد ترامب. لهذا السبب تمت إقالتهما”. تصريحات تعزز من فرضية وجود عملية “تطهير سياسي” تستهدف كبار المسؤولين الذين يُنظر إليهم على أنهم غير موالين بما فيه الكفاية للإدارة.

وتثير هذه الإقالات المتتالية الكثير من التساؤلات حول استقلالية وكالات الاستخبارات الأميركية، وحول النفوذ المتزايد لشخصيات خارج الدوائر الرسمية على القرارات الاستراتيجية في البيت الأبيض.