عالمية

تقرير إيطالي يحذر من تحول ليبيا إلى بؤرة صراع جيوسياسي بين روسيا وحلف الناتو

حذر موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي من تحول ليبيا تدريجيًا إلى بؤرة صراع جيوسياسي جديد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع تسارع الأحداث وازدياد التحركات العسكرية والدبلوماسية في المنطقة. وقد سلط الموقع الضوء على الجسر الجوي الذي أقامته روسيا مع ليبيا، معتبرًا أن البحر المتوسط قد يصبح ساحة جديدة لتجاذبات القوى الكبرى.

تحركات موسكو: استراتيجية جديدة

بحسب التقرير، فإن الجسر الجوي الذي أنشأته روسيا، والذي يشمل طائرات شحن من طراز “إليوشن 76 تي دي”، يعكس تحولًا في استراتيجية موسكو. فقد بدأت روسيا بسحب قواتها من قاعدة حميميم في سوريا، مع تركيزها على قاعدة الخادم الجوية في برقة شرق ليبيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بسبب خضوعها لسيطرة قوات خليفة حفتر، الحليف الوثيق للكرملين.

برقة: البديل الواعد

يبرز اختيار برقة كمنطقة محورية لتحركات روسيا نتيجة التراجع النسبي لنفوذها في سوريا بفعل الأزمات المتلاحقة. وأشارت التقارير إلى أن روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا، بهدف التحكم في البحر المتوسط وتدفقات الهجرة والطاقة نحو أوروبا.

التهديد للناتو وأوروبا

تشكل التحركات الروسية في ليبيا تهديدًا مباشرًا لحلف الناتو، خاصة مع احتمالية إنشاء قاعدة عسكرية روسية دائمة على السواحل الليبية. ويرى الخبراء أن هذا الحضور الروسي قد يعزز من قدراتها في شمال إفريقيا، مما يثير مخاوف الأمن البحري والجوي الأوروبي.

التعاون الروسي-التركي: مفارقة معقدة

رغم عضوية تركيا في الناتو، إلا أن علاقاتها مع موسكو تضيف تعقيدًا جديدًا للمشهد. فمن خلال السماح للطائرات الروسية باستخدام مجالها الجوي، تلعب تركيا دورًا غامضًا في ليبيا، حيث تدعم حكومة طرابلس بينما تبقي قنوات الحوار مع روسيا مفتوحة.

ليبيا: بؤرة صراع جديدة

في ظل التحولات الجيوسياسية، تُظهر ليبيا ملامح تحولها إلى مركز صراع متعدد الأقطاب. فبينما تسعى روسيا لتعزيز نفوذها، يواجه الناتو تحديات في تقديم رد موحد وفعّال، مما يزيد من خطر الانقسام داخل الحلف.

ويؤكد التقرير أن روسيا تستغل الفراغ السياسي وعدم الاستقرار في ليبيا لتحقيق مكاسب إستراتيجية. ومع انقسام المواقف داخل الناتو وضعف الاستجابة الأوروبية، يبدو أن البحر المتوسط مقبل على مرحلة جديدة من التوترات التي قد تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة. 

وحسب نفس المصدر ليبيا اليوم ليست مجرد دولة تعيش حالة من الانقسام السياسي، بل مسرحًا جديدًا لتصارع القوى العالمية على النفوذ والطاقة والمواقع الإستراتيجية.

ياسين العطوي

Recent Posts

ماكرون يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء في باريس

أعلنت الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء 6 ماي، لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن الرئيس السوري أحمد…

3 أسابيع ago

رئيس الجمهورية : وجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها (فيديو)

رئيس الجمهورية : وجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها (فيديو)

3 أسابيع ago

يهم الأندية التونسية…توضيح بخصوص إمكانية زيادة عدد المشاركين في المسابقات الإفريقية خلال الموسم المقبل

نَفى مصدر مسؤول داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بشكل قاطع ما تم تداوله مؤخرًا…

3 أسابيع ago

السجن لرجل الأعمال يوسف ميموني لمدة سنتين نافذتين

أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي لدى المحكمة الابتدائية بتونس، اليوم الثلاثاء، حكمًا…

3 أسابيع ago

4.5 مليار دينار إيرادات السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج إلى موفى أفريل

ارتفعت العائدات السياحية بنسبة 6.7 بالمائة لتصل إلى 1920 مليون دينار إلى غاية تاريخ 30…

3 أسابيع ago

علم النفس: 50 تأكيداً إيجابياً لتقوية ذاكرتك الذهنية كل يوم

نؤثر في أنفسنا يومياً، من دون أن ننتبه، من خلال العبارات التي نكررها في أذهاننا.…

3 أسابيع ago