مع اقتراب موسم جني الزهر في ولاية نابل، تتجدد معاناة الفلاحين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في ظل غياب سوق منظم لبيع الزهر، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع المضاربين وأصحاب وحدات التقطير، وسط مطالب ملحة بضرورة هيكلة القطاع وإنصاف المنتجين.
وأكد العديد من الفلاحين في منطقة المشروحة بوعرقوب في تصريح لمراسل “تونس الرقمية” بالجهة “أن السعر العام الفارط “لوزنة” وهو مصطلح الوزن المعتمد والذي يمثل 4 كغ من الزهر لم يتجاوز 15 دينارًا، وهو مبلغ غير كافٍ لتغطية مصاريف الإنتاج، خاصة مع ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار ومصاريف الجني والنقل ونظرًا لعدم وجود سوق منظمة تضمن بيع الزهر بأسعار عادلة، يجد الفلاحون أنفسهم مجبرين على التعامل مع الوسطاء الذين يشترون المحصول بأسعار منخفضة ثم يعيدون بيعه إلى وحدات التقطير بأسعار مرتفعة، ما يجعل المنتجين الحلقة الأضعف في هذه السلسلة التجارية.
ومن جهته افاد البشير بن موسى عضو المجلس المحلي ببوعرقوب عن عمادة بلي ان فلاحي منطقة المهاذبة ببوعرقوب يعانون من جملة من الصعوبات مع اقتراب موسم جني الزهر الذي ينطلق منتصف شهر مارس المقبل.
وتتمثل هذه الاشكاليات في غياب سوق منظم وعدم تحديد سعر مناسب وملاىم يراعي تكاليف الانتاج والجني بما يضمن الحد الادنى من الانصاف والعدالة للفلاحين واضاف المتحدث ان سعر الزهر تدنى كثيرا خلال الخمس سنوات الاخيرة واصبح لايغطي تكلفة الانتاج فضلا عن غلاء اليد العاملة واشكال نقص الموارد المائية.
وطالب المتحدث السلط المعنية بالتدخل والنظر في وضعية سوق الزهر بالمهاذبة واتخاذ الإجراءات الضرورية لتنظيمه مع تحديد سعر ادنى للبيع وذلك قبل انطلاق موسم الجني لهذه السنة و الحد من التدخلات غير المشروعة داخل السوق، والتصدي للدخلاء والمضاربين الذين يضرون بمصالح الفلاحين والمنتجين الحقيقيين، مما يؤثر سلبًا على سير الموسم الفلاحي وجودة الإنتاج.
كما طالب أيضا بضرورة تحديد سعر أدنى يراعي تكاليف الإنتاج والجني، بما يضمن الحد الأدنى من الإنصاف والعدالة للفلاحين، ويحول دون استغلالهم من قبل الوسطاء والمضاربين و استدعاء أصحاب مصانع تقطير وتحويل مادة الزهر، والطلب منهم الترفيع في سعر شراء الزهر من الفلاح، نظرًا لما يشهده هذا القطاع من تدنٍّ خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث لم يعد السعر الحالي يغطي تكاليف الإنتاج، من مواد كيميائية وعضوية وارتفاع أجور اليد العاملة، مما أدى إلى عزوف العديد من الفلاحين عن زراعة الزهر واقتلاع أشجار الأرنجة. ويشكّل هذا الوضع تهديدًا لديمومة القطاع الذي يُعد رمزًا لجهة الوطن القبلي.
ولتفادي تكرار سيناريو السنة الفارطة ( الوزنة أي 4كغ بسعر 18 د ووصل في بعض الاحيان الى 12 د ) ، حيث تم إتلاف جزء كبير من المنتوج رغم استعداد أصحاب المصانع للترفيع في الأسعار( المصاحيب رقم 2 ) ، إلا أن ذلك تزامن مع نهاية موسم الجني،طالب محدثنا بعملية استباقية هذه السنة قبل بدء الموسم وتحديد سعر الوزنة اي (4كلغ) كسعر ادنى30د لضمان استقرار القطاع وحماية الفلاحين من الخسائر.
تجدر الاشارة الى ان موسم جني وتقطير الزهر أهمية اجتماعية واقتصادية في ولاية نابل، باعتباره من أبز المواسم الفلاحية رغم قصر مدته التي لا تتجاوز 5 أسابيع بداية من منتصف شهر مارس إلى نهاية شهر أفريل من كل سنة و يُعدّ موسم جني الزهر في نابل من الفترات الحاسمة في السنة، حيث تنشط الحركة الاقتصادية في الجهة، وتنتعش تجارة الزهر ومشتقاته، خاصة زيت النيرولي الذي يُعتبر من الزيوت العطرية الأكثر طلبًا عالميًا.
أعلنت الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء 6 ماي، لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن الرئيس السوري أحمد…
رئيس الجمهورية : وجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها (فيديو)
نَفى مصدر مسؤول داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بشكل قاطع ما تم تداوله مؤخرًا…
أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي لدى المحكمة الابتدائية بتونس، اليوم الثلاثاء، حكمًا…
ارتفعت العائدات السياحية بنسبة 6.7 بالمائة لتصل إلى 1920 مليون دينار إلى غاية تاريخ 30…
نؤثر في أنفسنا يومياً، من دون أن ننتبه، من خلال العبارات التي نكررها في أذهاننا.…