ما يحدث هذه الأيام من تجاوزات بالجملة في المدينة العتيقة بصفاقس، بلاد العربي، أمر يدعو للدهشة.
هذه المدينة التي كانت في السابق تحفة معمارية، عاش فيها أعيان المدينة، وتحمل في طياتها عبق التاريخ وروعة الحياة داخل منازلها المنقوشة حجارتها والمزركشة جدرانها، والتي تروي حقبًا رائعة من الزمن الجميل، كانت نسمات أحيائها النظيفة والمصانة تزيدها سحرًا.
لكن اليوم، من الغريب أن نرى واحدة من أكبر المدن العتيقة الثرية بالمعمار والتراث العربي الإسلامي قد تحولت إلى مصب للقمامة في كل أركانها، وفي أغلب أحيائها وأسواقها. أصبحت مرتعًا للمجرمين والصعاليك وتجار الممنوعات، وفضاءً لمن لا يستحي أن يقتحم منزلاً أو دكانًا مهملاً من قبل مالكيه لاستغلاله في غايات لا تليق بمدينةٍ عُرفت بالكد والجهد والعمل الدؤوب والنضال المستمر من أجل خدمة الاقتصاد التونسي.
لقد حان الوقت لتطهير المدينة العتيقة من كل الشوائب والنفايات، مع إلزام مالكي المنازل العتيقة بترميمها وإنقاذها من الرطوبة والانهيار.
كما يتطلب الأمر إنشاء المزيد من مراكز الأمن لحماية التجار وما تبقى من السكان الذين اضطرتهم ظروفهم الاجتماعية الصعبة إلى البقاء فيها.
وقد تواصل معنا العديد منهم، راجين إيصال أصواتهم ونداءاتهم إلى من يهمه الأمر لحماية هذه التحفة المعمارية التي عبثت بها أطراف إجرامية، مما أدخل في نفوسهم الريبة والخوف على المستقبل.
فما هو رأي وموقف أصحاب القرار؟
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات