تونس – أخبار تونس

انعقد أمس الأربعاء مجلس وزاري مضيّق حول مشاكل قطاع الإعلام بهدف مرافقة المؤسّسات الاعلامية على إثر أزمة الكورونا و قد انبثقت عنه جملة من القرارات أبرزها، تكفل الدولة بنسبة 50 بالمائة من معلوم البث لسنة 2020 لكل القنوات الاذاعية والتلفزية الخاصة، التي تلتزم بدفع المعلوم المذكور في الآجال مع تمكينها من خلاص معلوم الثلاثي الأول للسنة الجارية في أجل لا يتجاوز 30جوان 2020 و إقتناء إشتراكات في النسخ الالكترونية للصحف من قبل الدولة والهياكل العمومية في حدود 1.2 مليون دينار و على أن يقتطع من الاعتمادات المرصودة بالميزانية بعنوان الاشتراكات في الصحف الورقية لسنة 2020، و كذلك تخصيص إعتماد من ميزانية الدولة بقيمة 5 ملايين دينار لتمويل برنامج تأهيل القطاع ومساندته في الانخراط في منظومة التحول الرقمي.

و في هذا الإطار علّق اليوم زياد دبّار الكاتب العام لنقابة الصّحفيين في تصريح لتونس الرّقمية بكون هذه القرارات لا ترتقي لانتظارات الصّحفيين و المؤسّسات الإعلامية و كذلك الهياكل النّقابية، مشددا على أنّ رئيس الحكومة يهدف من خلالها لتلميع صورته لا غير.

و أشار دبّار إلى وجود 300 صحفي اليوم فقدوا مواطن شغلهم و في المقابل رئاسة الحكومة تتعامل مع مشاكل القطاع بسياسة الغذاء مقابل البقاء و تسعى لبسط يدها على عدد من المؤسّسات الإعلامية، مع العلم أنّ نقابة الصّحفيين قدّمت جملة من الحلول و المقترحات العاجلة و الآجلة أيضا للقطاع، و لكن الحكومة تعاملت معها بسياسة المماطلة و لم تعتمد اي إجراء من الإجراءات التي قُدّمت لها، وفق قوله.

و شدّد عضو المكتب التنفيذي للنّقابة الوطنية للصّحفيين التونسيين على أنّ الحكومة لم تحترم وعودها و تعهّداتها التي قدّمتها سابقا.

وبخصوص الحلول المقدّمة لدعم الصّحافة الورقية قال دبّار إنّ برنامج الرّقمنة جاء بهدف قتل و دفن الصّحافة الورقية، موضّحا أنّ النّقابة ليست ضدّ دعم المؤسّسات الإعلامية و لكن على هذا الدّعم أنّ يراعي حقوق الصّحفيين.

و اتّهم دبّار الحكومة و رئيسها و مستشاره الإعلامي بتأصيل الانتهازيّة و التنظير لها بهدف ترويض قطاع الإعلام مشيرا إلى وجود أطراف سياسية تساهم في ترسيخ هذا التّوجه الحكومي، ممثلة في حزبين بارزين و هما حركة النهضة و قلب تونس سليل نداء تونس، يسعيان لترويض و تفقير القطاع الإعلامي، مذكرا بأنّ النهضة هي من عطّلت قانون الاشهار العمومي متسبّبة بذلك في جملة من المشاكل المادية لعدد من المؤسّسات.

و عن التّحركات الاحتجاجية التي من الممكن أن تتّجه فيها النّقابة أكّد دبّار أنّ المكتب التنفيذي منعقد حاليا، و إمكانيّة الإضراب العام واردة و خاصة أنّ الحكومة اليوم تدعم رؤساء المؤسّسات المخالفين لعدد من الإجراءات منها تدابير الوقاية للصّحفيين خلال أزمة الكورونا.