Categories: مجتمع

عيد الثورة بمدنين: تجاهل شعبي واحتفالات رسمية متواضعة وقراءة في الأسباب‎

الرابع عشر من جانفي 2019 تاريخ يحمل في طياته رموزا لفترة فاصلة مرت بها تونس .. تاريخ لذكرى احداث ثورة جعلت تونس محط أنظار العالم وعلق عليها التونسيون امالا كبيرة ..
ثماني سنوات مرت وجاء العيد الثامن لثورة الرابع عشرة من جانفي التي صدحت فيها الحناجر ” خبز وماء وبن علي لا”..
رحل بن علي وسقط نظامه وأصبح هذا التاريخ مناسبة سنوية يخرج فيها التونسيون للشارع للاحتفال بانجازهم التاريخي في السنوات الأولى ثم اقترنت الاحتفالات بغضب شعبي لبعض من خابت آمالهم وانتظاراتهم من الثورة .. واليوم وتحديدا في مدنين مر هذا التاريخ دون أدنى علامات لا للاحتفال ولا للغضب!!

مظاهر الاحتفال غائية تماما في مدنين فعلى المستوى الرسمي اكتفت السلطات الجهوية والمحلية بتعليق أعلام بمدخل الولاية وومدخل البلدية مع تنظيم تحية للعلم بمقر الولاية تلتها كلمة للوالي بحضور مسؤولين جهويين.
اما على المستوى غير الرسمي فلا شيء يدل على عيد الثورة سوى أن اليوم هو يوم عطلة فلا الجمعيات ولا الأحزاب ولا مكونات المجتمع المدني سارعوا إلى تنظيم احتفالات كما كان في السابق..

وضع يدفع إلى التساؤل ألهذا الحد بلغ اليأس بالمواطنين بمدنين حتى يتجاهلو عيد ثورتهم .. هل تجرع “المدنينييون” خيبات إلى حد أنهم أصبحوا غير مبالين فلا شيء يستحق الفرح الاحتفال ولا شيء يستحق الغضب مدام التعاطي مع مطالبهم يبقى دون سقف انتظاراتهم..
ليست هذه اراء نلقيها من فراغ بل استقيناها من واقع هذه الجهة طيلة الثماني سنوات الماضية إذ صحيح تم إقرار مشاريع تنموية لمدنين لكنها تأخرت كثيرا ونتائجها تبقى على المدى البعيد كما أن الجهة بقيت تعاني التهميش ويعاني أبناؤها البطالة حتى أن عددا كبيرا منهم خير الهجرة سرا إلى أوروبا غير مبال بخطر رحلات الموت .. رحلات راح ضحيتها خيرة شباب المنطقة فعن اي احتفالات يمكن أن نتحدث في هذه الجهة !!!
وليست مدنين بمنأى عن عدة مناطق داخلية بالبلاد زاد فيها الفقر واسشترى فيها الفساد وحتى الحرية المكسب الأهم من الثورة أصبحت في حالات عديدة نقمة في ظل فوضى الحرية ..
سلبية مطلقة في التعامل مع عيد الثورة فهل ستنعكس حالة اللامبالاة هذه على الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة ؟؟؟

بقلم: عفاف الودرني

الرقمية

Recent Posts

ماكرون يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء في باريس

أعلنت الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء 6 ماي، لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن الرئيس السوري أحمد…

شهر واحد ago

رئيس الجمهورية : وجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها (فيديو)

رئيس الجمهورية : وجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها (فيديو)

شهر واحد ago

يهم الأندية التونسية…توضيح بخصوص إمكانية زيادة عدد المشاركين في المسابقات الإفريقية خلال الموسم المقبل

نَفى مصدر مسؤول داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بشكل قاطع ما تم تداوله مؤخرًا…

شهر واحد ago

السجن لرجل الأعمال يوسف ميموني لمدة سنتين نافذتين

أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي لدى المحكمة الابتدائية بتونس، اليوم الثلاثاء، حكمًا…

شهر واحد ago

4.5 مليار دينار إيرادات السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج إلى موفى أفريل

ارتفعت العائدات السياحية بنسبة 6.7 بالمائة لتصل إلى 1920 مليون دينار إلى غاية تاريخ 30…

شهر واحد ago

علم النفس: 50 تأكيداً إيجابياً لتقوية ذاكرتك الذهنية كل يوم

نؤثر في أنفسنا يومياً، من دون أن ننتبه، من خلال العبارات التي نكررها في أذهاننا.…

شهر واحد ago