اقتصاد وأعمال

الصناعة 4.0: فرص واعدة لدعم التصدير

تشير الصناعة 4.0، المعروفة أيضًا باسم الثورة الصناعية الرابعة، إلى الاتجاه الحالي للأتمتة وتبادل البيانات في تقنيات التصنيع. كما تشكل هذه الصناعة المستحدثة رؤية جديدة وواعدة لمستقبل التصنيع تؤكد على دمج التقنيات المتقدمة، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، في عملية الإنتاج. والهدف من هذا النمط الصناعي يتمحور أساسا حول إنشاء مصانع ذكية قادرة على التحسين الذاتي والتكوين الذاتي، مع قيام الآلات والأنظمة بتوصيل البيانات وتبادلها لتحسين الكفاءة والإنتاجية.

مواكبة لهذا التطور، نظم مركز النّهوض بالصّادرات بالتعاون مع مكتب تونس لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعيّة ووكالة النهوض بالصّناعة والتجديد لقاء محوره “الصناعة 4.0: الرّهانات والفرص لتنمية الصّادرات التونسيّة”، وذلك اول أمس الثلاثاء 28 ماي 2024 مثل مناسبة لمزيد تحسيس المتعاملين الاقتصاديّين، وخاصّة الصّناعيّين منهم، ولتوعيتهم بأهميّة التحوّلات التكنولوجيّة وبضرورة المرور إلى الصناعة 4.0 ومواكبة تطوّراتها لضمان ديمومة أنشطة المؤسسات وتحسين قدرتها التنافسيّة من أجل تدعيم تموقعها بسلاسل القيمة العالميّة وللانفتاح على أسواق تصديريّة جديدة وواعدة. وشارك في اللقاء عدد من الفاعلين الاقتصاديين وممثلي المؤسّسات المصدّرة والمنظمات والهياكل المهنيّة.

دور محوري

تم التأكيد، في ذات السياق، على الدور المحوري للصناعة 4.0 في تنمية صادرات المؤسّسات الصناعية التونسية، وذلك في إطار التركيز بالأساس، على استعراض التحديات والفرص التي يتيحها التحول الصناعي الهام، مع تسليط الضوء، بشكل خاص، على الآليات والأدوات التي تم وضعها لضمان نجاح المبادرة الوطنية للمرور إلى الصناعة الذكيّة.

كما جرى التشديد، في السّياق ذاته، على أن الانتقال إلى الصناعة 4.0 لم يعد مجرد خيار، في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وإنما ضرورة حتميّة لتعزيز القدرة التنافسيّة في الأسواق العالميّة، باعتبار دور التكنولوجيا الذكيّة في تطوير جميع القطاعات الاقتصادية، ولا سيما قطاع الصناعة. وفي الإطار ذاته، جرى ابراز التوجّه الرسمي القائم على إيلاء المجالات المبتكرة أهميّة خاصة في البرنامج الترويجي على غرار صالون “كوليزيون” بتورونتو في كندا الذي يلتئم من 17 إلى 20 جوان 2024، مع التنويه بالدعم المالي الذي توفره سلط الاشراف عبر صندوق النهوض بالصادرات لفائدة المؤسّسات التونسّية الراغبة في المشاركة في التظاهرات التجاريّة غير المدرجة ضمن البرنامج الوطني للمعارض والصالونات بالخارج.

وتولّى تنشيط اللقاء، ثلة من الخبراء الدوليّين وأهل الاختصاص، وذلك قصد توفير المعلومات العمليّة والمفيدة وتبادل التجارب والخبرات في المجالات المتعلّقة بهذا المجال المجدّد والمبتكر، حيث وقع تسليط الضوء على التحوّل التكنولوجي والسباق نحو التنافسيّة في ظل التأكيد على أن الصناعة 4.0 أصبحت ضرورة تنافسيّة ومنفذا لتسهيل رفع العديد من التحديات منها بالخصوص بالحد من انبعاثات الكربون، وذلك بالتوازي مع ما يتقتضيه ظرف مواكبة هذه التطورات من ضرورة الإسراع في تحسيس المؤسّسات التونسيّة وتأطيرها لاعتماد هذه التحولات والتكنولوجيا المتاحة في الغرض.

مشاريع رائدة

تضمّن برنامج المداخلات عرضا حول مشروع “تشغيل الشباب”، بالإضافة إلى عديد المسائل الهامّة والمتنوّعة في علاقة، بالممارسات المثلى والفرص التي تتيحها الصناعة الذكيّة لفائدة المؤّسسات المصدّرة التونسيّة. وتم، أيضا، تقديم نصائح عمليّة عن كيفيّة تحقيق النجاح على الصعيد الدّولي عبر التجديد والابتكار، أمّنها ممثلون عن كلّ من مكتب تونس لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعيّة والقطب التكنولوجي بسوسة و”سمار ت كابيتال” والمكتب الاستشاري الدولي “ديلويت”.

واختتمت أشغال اللقاء، بعرض قصص نجاح لمؤسّسات تونسيّة رائدة في مجال توظيف الصناعة الذكيّة مع تسليط الضوء على مشروع المؤسسة الذكية الذي هو بصدد الإنجاز بالقطب التكنولوجي بسوسة، والتركيز على مدى تأثير كل هذه التحولات إيجابا على تحسين القدرة التنافسية وتطوير الصادرات.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى